عذرًا حـــبيبي
لم أعد أراك
فجراح فراقك باتت تنزف
حتى حرمتني رؤياك
عذرا فإن غيابك عني
أراق اشتياقي وأي اشتياق
فكم من ليالٍ قضاها وحيداً
فؤادي المتيمُ يرثي هواك
وكم بتّ أبكي نحيبًا وأطوي
بدمعي كتابَ الهوى في رثاك
وتُدمي السنينُ السكارى جروحًا
فلن يشفِ سقمي إلا دواك
عزفتُ على القلب لحنًا حزينًا
فأهديك شعرًا ليشكو جفاك
حملتُ الأمانة في أم عيني
لكي تبقَ نجمًا مضيئًا سماك
جعلتَ الإمارات بيني وبينك
ورحتَ ظعينًا وحيدًا هناك
فأرسلتُ روحي وراءك تلهث
لكيلا يصيبك أي ارتباك
وأبكي حزينًا عليك بعيدًا
فأخشى على عينيك حين بكاك
تمنيتُ لو كنتُ يومًا كطيرٍ
فقط كي استميلَ منك رضاك
لأنشدَ لحنَ الشروقِ وأمضي
وأرجعُ حين الغروب أراك
ويهفو جناحيّ حولك طربًا
فأنتِ الأميرةُ ما لي سواك
وما كنتُ أدري طريقًا لأملٍ
فأشرقتَ حولي بنور الملاك
فأدركتُ أني بحبٍ سأمضي
بعزم الجبال وبشرى ضياك
ولكنّكَ اخترتَ هجرًا حبيبي
ظننتَ ابتعادكَ يُنسِي هواك
ولكنّ هجركَ أدمى فؤادًا
لينزفَ أملًا بوادي الهلاك
ينادي بصحبةِ ليلٍ حزينٍ
بعشرين من غيرِ عينٍ دعاك
عذرًا فإنّ الجرح باتَ ينزف
بنبضِ احتضارٍ وإجهاشِ باك
هنا يستغيثُ لحبٍ يموتُ
فيا مَن عَشَقْتَ أدركْ هواك