"القلب المفعم حبا تراه مضيئا مثل نور الشمس,
والقلب الذي خلا من الحب تراه مظلما مثل غلس الظلام".
قرأت كتاب صدر حديثا هنا في القاهره للكاتب المصري رجاء النقاش الذي يقوم فيه برحلة حول العالم تحدث عن مشاهير المحبين لنتعرف على حبيبة العقاد التي أدمت فؤاده، ونقرأ عن الحب الأسطوري الذي جمع بين بنت الشاطئ وأستاذها، وهل تزوج توفيق الحكيم عن حب؟ .
واخرين..واذا اعجبكم سأوافيكم بالقصص الباقيه:
هل تزوج توفيق الحكيم عن حب؟
ظل الأديب الكبير توفيق الحكيم طوال حياته خائفا جدا من المرأة، وكان يظن أنه لن يجد المرأة المناسبة التي تقبل أن تعيش معه وهو الأديب الصامت معظم الوقت، المنفرد بنفسه الذي لا يسمح لأحد بالدخول إليه ومقاطعته، وبسبب هذه الطقوس أعلن الحكيم الحرب على المرأة العصرية التي تريد أن تشارك زوجها في كل شئ حتى في أحلامه وأفكاره وأحاديثه الخاصة التي يجريها مع نفسه.
مع ذلك كله فإن توفيق الحكيم قد سقط أخيرا في "قفص" الزواج، وكان عمره في تلك السنة هو 48 سنة، ويعترف الحكيم بأن زواجه لم يكن عن حب.
ويقول الحكيم : كنت أشكو إلى ربي قائلا: "لماذا يا ربي وأنا الذي أكتب عن الحب كثيرا تجعلني أتزوج عن غير حب؟
على أن توفيق الحكيم قد ظل يفكر في الأمر حتى اهتدى إلى فكرة أراحته من القلق الذي يعانيه، ووجد تفسيره الذي رضى به تماما وقال في ذلك: "عندما قرأت الآية الكريمة التي تقول:
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" تأكدت أن الذي بيننا هو المودة والرحمة، والله تعالى لم يقل"وجعل بينكم الحب والهيام"..لماذا؟
لأن الحب والهيام هو الزائل..وكم من زواج بني على الحب والغرام فتغير، واشتكى الطرفان، ولو تأملوا قليلا حكمة الله لأدركوا أنها لم تنطفئ، ولكنها تحولت إلى العاطفة الأبقى والأثبت وهي المودة والرحمة.
وتعليقا على كلام توفيق الحكيم يقول رجاء النقاش:
"الزواج في جوهره هو "مودة ورحمة" ولا يمكن أن تتم المودة والرحمة بين زوجين لا يتبادلان الحب، وعلى هذا الأساس يمكننا أن نقول أن توفيق لحكيم كان يحب زوجته حبا حقيقيا، وإن لم يعترف بذلك، فالحب بعد شهر العسل هو المودة والرحمة ولا شئ أجمل من ذلك.
انس حبيبتك على طريقة العقاد
تناول الباحثون ولا يزالون بالدراسة والتحليل أهم الجوانب الفكرية والأدبية في شخصية العقاد ولكن أحدا لم يقترب من قلب العقاد، صحيح أن العقاد لم يتزوج ولم تكن له عائلة ولا أولاد، والحقيقة أن العقاد قد أحب وله في الحب ثلاث تجارب، كانت آخرها فتاة شابة سمراء جميلة، وحينها كان هو في الخمسين من عمره، وكانت هي في العشرين، وقد أدرك العقاد منذ البداية أن هذا الحب في خطر شديد، نظرا لفارق السن ومع ذلك فقد عاش العقاد في ظل هذا الحب سنوات عديدة، ولكن ما كان يخشاه العقاد قد حدث.
وذلك حين تعرفت هذه الحبيبة السمراء الجميلة مديحة يسري - التي اعترفت في أحاديث صحفية عديدة بحب العقاد لها - إلى "النجم السينمائي الفنان أحمد سالم فاختطفها فورا للعمل في السينما" وتزوجها بعد ذلك، وسرعان ما أصبحت نجمة من نجمات الفن المشهورات، وهنا دخل العقاد في معركة هائلة مع نفسه وعواطفه، فلا هو قادر على أن ينسى حبيبته، ولا هو قادر على أن يتقبل وضعها الجديد ويرضى أن يكون واحدا من المعجبين.
وأراد العقاد أن ينتصر على نفسه في هذه المعركة القاسية، فاهتدى إلى فكرة عجيبة يحدثنا عنها تلميذه وصديقه المصور الرسام الكبير صلاح طاهر فيقول: "ذات مرة كنت مع الأستاذ العقاد في شقته، ودخلت غرفة لأتحدث في الهاتف، فناداني العقاد بلهفة: يا صلاح..تعال لا تتصل الآن، ورجعت إليه فوجدت الدموع في عينيه، فأخبرني أنه ينتظر على أمل أن تتصل به محبوبته الممثلة التي قاطعها منذ أربعة شهور ووجدت مدى تأثره بفراقها على رغم قدرته الخارقة على التحمل والكتمان وتناقشنا في كيفية نسيانها، واقترح علي أن أرسم لوحة فنية عبارة عن "تورتة" شهية جدا وقد تهافت عليها الذباب، وبالفعل أنجزت اللوحة المطلوبة ووضعها العقاد على الحائط مقابل سرير نومه، وكلما استيقظ رأى اللوحة التي ساعدته على النسيان، واذكر أنه في تلك الفترة كتب قصيدة "يوم الظنون" والتي يقول فيها:
وبكيت كالطفل الذليل أنا الذي
مالان في صعب الحوادث مقودي
137 قصيدة في حب "ثومة"
أحب الشاعر أحمد رامي أم كلثوم من كل قلبه، وكان رامي يحب أن يتحدث عن أم كلثوم أو يناديها باسم التدليل الذي أطلقته عليها الجماهير المحبة لها والمسحورة بفنها وهو "ثومة" واستمر حب رامي لحبيبته "ثومة" منذ اللقاء الأول بينهما وحتى وفاة أم كلثوم، وعاش رامي بعد رحيل أم كلثوم ست سنوات لم ينس فيها يوما واحدا ذلك الملاك الساحر الذي ملأ قلبه بالحب الصادق الجميل.
التقى أحمد رامي أم كلثوم للمرة الأولى بعد عودته من بعثته الدراسية إلى باريس عام 1924، وذلك عندما استمع إليها وهي تغني بصوتها الساحر إحدى قصائده، التي يقول فيها الشاعر:
الصب تفضحه عيونه ------ وتنم عن وجد شئونه
إنا تكتمنا الهوى -------- والداء اقتله دفينه
اهتز قلب رامي بعد هذا اللقاء الأول وبدأت قصة حب عجيبة بين رامي وأم كلثوم، وهذه القصة هي صاحبة الفضل الأكبر في الأغاني التي كتبها رامي لأم كلثوم والتي بلغ عددها 137 أغنية من بين 283 أغنية غنتها أم كلثوم.
يقول النقاش: كانت أم كلثوم، فيما يبدو لا تحمل لرامي الحب نفسه الذي يملأ قلبه، وعندما سئلت يوما: لماذا لا تتزوج من رامي ما دامت العلاقة بينهما كانت قوية إلى هذا الحد؟! أجابت: إن رامي لا يصلح زوجا لي، فما يربطني به هو نفس ما يربطني بأخي خالد من أحاسيس ومشاعر، وأنا لا أستطيع أن أتزوج أخي