فلا تعذلوني في هواها لأنني
لعمر الله فيها كثير التألم
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب وأعجم
لها من علم لقمان وصورة يوسف
ونعمة داوود وعفة مريم
ولي من حزن يعقوب وحسرة يونس
وبلوة أيوب وقصة آدم
حفظتْ عهودا للهوى فتلألأت
وتكاملتْ أسطورة بتناغم
يا من عثرتُ بك المراد وأفضل
هذا النسيب يذوب على فمي
ضاقت بي الدنيا ولم ألق سوى
عينيك وها القلب الحنون لأحتمي
ينتابني فزع مخيف يبكني
إذا ما افتقدتك برهة من عالمي
أمحو برؤياك صفحات حزني
حين اللقاء أنس تجهمي
ولقد ذكرتك والدموع سيول
واليأس حل محل اسمي ومرسمي
فبعثتِ أملا للحياة مشبعا
لطموحِ قلب عاشق ومتيم
ركضا بمضمار الحياة لعلني
أحظى رضاك مصاحب لتبسم
قولي لمن زعموا بحب يحتضر
يأتوا لميلاد وليس لمأتم
ريحانة أنت يفوح مزاجها
تضفي بأهل الأرض ألف متمم
وإذا نظرتِ لمن دعت له أمه
صارت حياته بعد ضنك بمنعم
أما إذا كان الكلام الناعم
نشق الهوا فإذا بعطر ناسم
يا جارة منحتني حبا خارقا
ولها فؤاد في حنين البلسم
هيا بنا نمضي لنحيي حبنا
هبي معي وبحبنا لن تندمي
ما فات من عمري بغيرك رحلة
بالحزن ملئت كالطريق المعتم
وأتيتِ أنتِ باستضاءة حبنا
فأنرتِ دربا للفؤاد الهائم
يا من أخاف إذا لقيتك مرة
أن تأتِ أخرى بالوداع مقدم
سيظل ها الحب العفيف مخلدا
وبرغم أنف كل حقد آثم